مكانة العقل في فلسفة الإسلام
سأبدأ من حيث انتهى العنوان فنعرّف كلمة الإسلام ولو بشئ من الإختصار و التبسيط: الإسلام: نقصد به الدين الذي أنزل على محمد بن عبد الله و الذي قوامه التسليم لله بأنه رب الكون وأنه خالقه، وأنه المتصرف المدبر لشؤونه. وهو ما يترتب عليه الاقتناع بأن الحكمة و العلم المطلقين لا يأتيان إلا منه، أي من الخالق، وأن كل حكمة بشرية هي في جوهرها متأتية من كرمه، لكنها محدودة بزمان، ومكان، ومكانة، وكفاءة صاحبها العلمية و الفكرية، أي أنها محصورة معتمدة على معطيين، 1) أدواته الذاتية و 2) عوامل المحيط الذي يعيش فيه. إن الإسلام الذي عرّفنا هنا ليس إسلام الشعائر لكنه ليس شيئا آخر غيره. فما عرّفنا هو القواعد العامة التي ينبني عليها كل شيئ، فما دام حصل التسليم بأن أصل الحكمة وجماعها ما يأتي من الله، فإن الإنصياع لأوامره حكمة بدهية، سواء كان الإنصياع لحظيا، عمليا، أونتاج صراع فكري فلسفي. ثم دعونا نعرّف ما نقصده بكلمة فلسفة في هذا السياق بما هو أبسط. لنقل إن الفلسفة في هذا السياق تعني النظرة العامة و المنظومة الفكرية للحياة و المقاربة الكلية لها. بمعنى آخر إن الفسلفة ...