مكانة العقل في فلسفة الإسلام





 سأبدأ من حيث انتهى العنوان فنعرّف كلمة الإسلام ولو بشئ من الإختصار و التبسيط:
الإسلام: نقصد به الدين الذي أنزل على محمد بن عبد الله و الذي قوامه التسليم لله بأنه رب الكون وأنه خالقه، وأنه المتصرف المدبر لشؤونه. وهو ما يترتب عليه الاقتناع بأن الحكمة و العلم المطلقين لا يأتيان إلا منه، أي من الخالق، وأن كل حكمة بشرية هي في جوهرها  متأتية من كرمه، لكنها محدودة بزمان، ومكان، ومكانة، وكفاءة صاحبها العلمية و الفكرية، أي أنها محصورة  معتمدة على معطيين، 1) أدواته الذاتية و 2) عوامل المحيط الذي يعيش فيه.
إن الإسلام الذي عرّفنا هنا ليس إسلام الشعائر لكنه ليس شيئا آخر غيره. فما عرّفنا هو القواعد العامة التي ينبني عليها كل شيئ، فما دام حصل التسليم بأن أصل الحكمة وجماعها ما يأتي من الله، فإن الإنصياع لأوامره حكمة بدهية، سواء كان الإنصياع لحظيا، عمليا، أونتاج صراع فكري فلسفي.
ثم دعونا نعرّف ما نقصده  بكلمة فلسفة في هذا السياق  بما هو أبسط. لنقل إن الفلسفة في هذا السياق تعني النظرة العامة و المنظومة الفكرية للحياة و المقاربة الكلية لها. بمعنى آخر إن الفسلفة التي نبحث عنها هي القواعد الإبستمولوجية للنظرة الإسلامية للعلم والمعرفة و الحياة بشكل عام.
الآن نصل إلى أصعب مصطلح في جملتنا التي بدأنا بها. نصل إلى العقل.
في لغة العرب تأتي المادة من العقال وهو حبل (أو ما في حكمه) مما يستخدمه مالك الناقة أو الجمل (أو ما في حكمهما) ليعقله، أي ليمنعه من الحرية في الحركة. ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم إعقلها وتوكل.
و القصد من وراء هذا الفعل ليس الإضرار بالناقة  ولاهو بسبب عداء فطري للحركة، بقدر ما هو المحافظة على المعقول أو المعقولة خشية ضياعه أو ضياعها، وهو بهذا غائي. أي أنه عمل استباقي لحدث مستقبلي.
بإسقاط مجازي يصبح العقل أداة الإنسان للجم دواعي هواه، عن طريف التفكر والتدبر فيما تجره هذه الدواعي عليه إن أطاعها.
و العرب تقول من أطاع الهوى هوى! ويقولون إن الهوى هوان سقطت نونه في سقوطه. نسأل العلي دوام الرفعة وعلو المنزلة.
من هذا يكون المعقول ( وهو في الحس الناقة أو ما يحل محلها) وفي الفكر المدرك من الأفكار و التصرفات، ما أحكم عقال الفكر لجمه عن الضياع وراء تضاريس المجهول، أي ما لم يعقل.
و العقل بهذا المعنى أداة تتوخى الخير، وتتقي الشر. وهو في معنى الحكم كما تقدم حرفا ومجازا، ومن ذلك قول الشاعر:
أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم *** إني أخاف عليكم أن أغضبا
أبني حنيفة إنني إن أهجكم *** أدع اليمامة لا تواري أرنباً
فالحكمة في عرف العرب ليست الفهم المجرد، بل الفهم العملي التطبقي لدروس الحياة.
والعقل بهذا المعنى نقيض الفلسفة بالمعنى الذي أحال إليه هيغل في اشارته الشهيرة لبومة منرفيا.
فإن الفسلسفة ليست عملا عقليا بهذا المعنى إلا إذا كان غرضها منع تكرار أخطاء الماضي، وليس فهمها فحسب. ولذلك فإنه إذا كان تحليق بومة منرفيا عند الغروب أو بعده على الأصح هو لفهم الحياة فقط وليس لتجنب تكرار ما فهم منها على أنه غلط تكون عملا غير عاقل بهذا المعنى.
ويحصل توقي الشر وطلب الخير بناء على معطيات، بعضها فطري بدهي وبعضها مكتسب. ومن أكثر الفطريات وضوحا دافع استبقاء الحياة. ومن أكثر المكتسبات وضوحا السعي في تحصيل السمعة وحفظها. وقد تتعارض دوافع الأولى مع الأخرى، تعارضا خفيفا أو شديدا. ففي حال الشدة وغلب المكتسب قد يطّرح المرء استبقاء الحياة بل قد يرى أن بقاء الحياة هو فنائها وأن فنائها هو بقائها و المثال على ذلك قول الشاعر:
تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد  لنفسي حياة غير أن أتقدما.
ومنه قول أبي الصعاليك:
ذريني ونفسي أم حسان إنني  بها قبل ألا أملك البيع مشتر
أحايث تبقى و الفتى غير خالد  إذا هو أمسى هامة فوق صير
و العقل من حيث هو عامل في عرف المجاز عملا مشتقا من أصله لا يطابق الذكاء وإن كان في وسعه الإفادة منه. ومرد هذا إلى أن الذكي قد يعرف الحكمة ولا يلتزم بها، فيكون ذكاءه، أي حدة فهمه (إما في العمق أو في السرعة) منفصمة عن عمل عقله. وقد يعرف العقل المعلومة ولا يعرف الحكمة منها، أي يكون ذكاء غير عاقل. فتجد في القرآن قول الله في موضع وصفا للكفار ومؤامراتهم:

وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال
لكنك تجد في الآن ذاته وبشكل متكرر وصف أصحاب الكفر بأنهم لا يعقلون
﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾، وهم إلى ذلك أذكياء لكن ذكائهم منقطع عن عقولهم.
والعقل بمعنى الذكاء أداة لتحصيل المعلومات، و لتحليلها ولتركيبها، وترتيبها وتجاهلها  أيضا. وهو بهذا المعنى، أي بمعنى القدرة على إدراك المعلومة، و تحصيلها، وتحليلها، وتنسيقها وتصنيفها، الميزة الجوهرية للإنسان على معظم الكائنات الأخرى في فضائنا الذي نعقل، لأنه يملك مدركات كامنة قادرة على السعي إلى ما وراء الفطري البدهي الذي جبلت عليه بقية المخلوقات. ولهذا كان تقديم آدم للملائكة بكونه رجلا عالما أي عاقلا لأشاء كثيرة. وقد استخدمت الآية من سورة البقرة (علم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة....) لفظين دالين. أولها وعلّم و الثاني هو الأسماء.
فالجملة علّم آدام الأسماء كلها، تحتوى على
1)    علّم وهو يعني أن مدارك العقل، أي أداة ما وراء الفطري منه هبة ثانية (ولن أدخل هنا في حلبة الصراع بين التجريبي و المثالي البحت. بمعنى هل تعلمنا بالفعل كل شي ثم نسينا ونحن الآن في طور التذكر ؟) من الخالق.
2)    الأسماء: بغض النظر عن الآراء الكثيرة التي اختار المفسرون فإن الأسماء هي أفضل اختصار للمعرفة البشرية. فكل معلومة هي عبارة عن تسمية. ونحن نتعرف على العالم عبر الأسماء، أي عبر التصنيفات، فالإنسان كائن لا يعرف العيش ولا يهتدي بغير الأسماء. فهذه السماء، وتلك كواكبها، ونيازكاها ومجراتها، وهذا محمد، وجون وديفد، وتلك آسيا وجسيكا، وهذه ذرات أكسجين وهيدروجين إلخ. ولهذه أسماء جنسها العام كما لها أسمائها الخاصة. إن القدرة على تسمية الأشياء، أي تصنيفها هي السمة الأساسية للعقل و هي العلم في النهاية.
وفي العموم قد تجد ذكيا قاصرا في العقل وعاقلا قاصرا في الذكاء.
عوائق العقل:
إن العقل جوهر (بلغة فلاسفة القرون الوسطى) مرتبط بالإنسان، فنرى أثره في حياته عملا وخطابا، لكننا لا نعرف ماهو وإن كان بوسعنا تحديد مواضع لبعض وظائفه في الدماغ، وهو سر ظاهر مثل الروح تماما. و بالتالي فإن العقل و الروح ضيفان على البدن، وهما من خلاف مادته. فالبدن ملموس محسوس بذاته، و العقل و الروح مدركان لا ملموسان ولا محسوسان بذاتيهما.
إن العقل يميل إلى التنظيم و الترتيب و التنسيق، و التجريد. و الروح تميل إلى السمو، و الرقي و الإبداع. وإن البدن مادة تسعى إلى الإشباع، والراحة، تكره المشقة وتحبذ العادة.
إن الإنسان بأجزائه الثلاثة يكون نفسا، أي شخصية. وإن هذه النفس تتكون سماتها الفردية بغلبة أو اعتدال في علاقة هذه الثلاثة ببعضها البعض، وهذه العلاقة مصوغة في بيئة اجتماعية واقتصادية تأثر على طبيعة تفاعل عناصرها. فطبيعة وكم ما يراه الإنسان وما يسمعه أوما يطعمه، وما يقرؤه يرسمان إلى حد بعيد شخصيته.


إن العقل والروح بسكنهما البدن صارا متأثرين به، أي بميوله الفطرية (الخَلقية) أو المكتسبة أي الخُلقية. وعلى ذكر الفطرة ينبغي أن نفتح قوسا لنحز المفصل في مسألة يقع فيها لبس.
فالفطرة مستويان وإن شئت المبالغة قل فطرتان. فالفطرة الكونية السائرة على الإنسان كغيره من مخلوقات الله هي فطرة الشعور و الراحة إلى ربوبية الله وهو أمر مغروس في كل الكائنات المدركة إدراكا، وهو ناموس جبلي في غير المدرك مترجم في كل الحركات و السكنات تسخيرا لقوانين الخلق وسيرورة معها.
و الإنسان لمّا شاء الله—وهو يفعل ما يشاء،لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ—أن يرفع عنه الجبلة ويلزمه الإختيار و التكليف بما يترتب عليه من ثواب وعقاب—جعل فطرته عند الخلق إقرارا، وفيما وراء ذلك من التذكير (بمعنى بعث الرسل) اختيارا.
(وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين).
وفطرة الإقرار، هي الفطرة التي ورد ذكرها على الأغلب في الحديث: كل مولود يولد على الفطر. وهي التي تعضدها بعض ملاحظات أهل علوم التجريب (http://www.telegraph.co.uk/news/religion/3512686/Children-are-born-believers-in-God-academic-claims.html) مع بعض التضارب في هذه المسألة لما يعتري المجربين من اختلاف في التربية، و التوجه، و الغرض.
و المهم تذكره هنا ونحن نعود إلى موضوع المثلث (الجسم، العقل، والروح)، هو أن رفع الجبلة خلق الهوى، وإن وضع التكليف تطلب خطاب العقل. فصار العقل (بمعنى التفكر في معنى الحياة بقصد طلب خير العواقب والهرب من شرها) شوكة الميزان بين عاملين: سام سماوي (الروح) ينزع إلى التحرر من الجسم وحاضنته الأرضية، و بين أرضي نزعت عنه الجبلة فصار بطبعه ميالا للركود، و الركون و الخلود إلى الشهوة، لا يفطم منها إلا بالجهاد، والترويض و التعاهد. ومن هنا حصل التعارض بين دواعي الهوى، في غياب الجبلة، وعامل التكليف مع وجود الاختيار.
ولهذا فإن الإسلام، من حيث هو طريق الحكمة الخالصة (المحجة البيضاء) و مشربها العذب (الشريعة\الشرع)، يتوخى تحرير العقل لكي يقوم بواجبه فيقنع الروح بالراحة في العبادة حتى وهي حبيسة البدن، ويقنع البدن بأن النصب في خدمة الروح، تكليف للفضيلة موصل لأعظم اللذة.
ولأن العقل صار الميزان لهذه العلاقة المعقدة كان لزاما أن يقع فريسة لتغول النزعتين، فشاء الله العلي الجليل الحكيم وهو واهب العقل أن لا يترك العقل وحيدا فريدا، بلا مُعلّم ولا معْلَمٍ فاختار له الرسالة (النبوة) موجها وصاقلا.
العقل العقلاني:
وترك أصل التعليم و التوجيه خطل عقلي. فالعقلاء يتبع بعضهم بعضا، ويقرون ذلك بل ويتوقعونه لأنه من مقتضيات العقل، فكيف لهم أن يبرروا في ميزان العقل اغفال الحكم التي تأتي من الحكيم الخبير. فلذلك ليس للعقلاء قدرة على إنكار النبوة أنطولوجيا لذلك يعمد (الأذكياء منقوصي العقلانية جهلا -غياب العلم أو الكبر-) إلى التشكيك فيها. و الشك حليف مخاتل للعقل. إن صاحبه على دخل استعان به وإن ركن إليه، أراه الماء سرابا لأنه حسب السراب مرة ماء.
وقد بينت الرسالة للعقل (وهي في مجملها خطاب لأولي الألباب) العوامل التي تجره إلى الإنحراف عن مسلكه، وقد نشرت هذه العوامل في مواضع من القرآن، وجمعت في هذه الآية الجليلة في سورة النساء:
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا
1  
فأول دوعي الهوى وأعداء العمل العقلي الخالص حظوظ النفس (وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ). وأثر هذه على عمل العقل، على تحليله وتركيبه و خلاصاته وما يترتب عليها من أفعال صعب التتبع على الكثيرين لعوامل سنعرض لها في وقت آخر.
2
ثم يأتي العامل المؤثر الثاني وهو النزعة الفطرية لحماية الأهل (أَوْ الْوَالِدَيْنِ) لأنها من الناحية التطورية (In an evolutionary sense) حماية للنفس ذاتها.  فعبارة أو الوالدين هي علاقة إلى أعلى وإلى أسفل، بمعنى (أَوْ الْوَالِدَيْنِ) أو الولدين، على تقدير قياس الأولى.
3
العامل الثالث بالطبع هو المحيط: (وَالْأَقْرَبِينَ). فما أكثر ما يعتري الإنسان من الميلان ليس لأنه لم ير الحكمة ولكن لأنه رأى أن تقديم مشاعر أو مصالح أو نصائح المقربين أولى. وما يحصل من الأقربين هو صورة مصغرة لما يتأثر به الإنسان بشكل أوسع من المجتمع.
4
والعامل الرابع هو أبهة الجاه وبهرج المال أو نقيضهما (وَالْأَقْرَبِينَ).


وهذه العوامل مجتمعة عقب عليها القرآن ملخصا بقوله (فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى)، فإتباع الهوى يعني هنا تشويش العقل، لأن كل اتباع للهوى هو في النهاية أمر تبرره النفس بما تراه تعقلا لكنه في ميزان العقل العام الخالص غير ذلك ومرد ذلك إلى أن العقل وهو في الأساس لجم ضد الهوى، خشية الهوان، قد يخيل إليه الهوى أن اتباعه هو المندوحة اليتيمة عن سبيل الهوان، لما يرى ذلك في القريب العاجل، لكن العقل الخالص يرى تلك المندوحة مصيدة وسما في عسل، لأن بيان القرآن و تذكير المعلّم يبقى العاقبة واضحة في ميزانه (فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا).
فالهوى وهو نقيض العقل الخالص هو أيضا نقيض الشرع كما هو معرف في غير ما موضع من القرآن، ومثال ذلك
ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ
فأنت ترى هنا المقابلة بين الشريعة و الهوى، فما دام الهوى هو نقيض الشريعة وهو أيضا نقيض ومقابل العقل فإن الشريعة هي العقل، و العكس صحيح. و السبب أن الشريعة هي طريق الحق، و العقل أداة لمعرفته، وكلاهما بهذا المعنى نقيض للهوى: "وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ." و الإعراض عن الذكر قد يبدو عقلانيا لمن خمر عقله بعامل من العوامل أعلاه.
إن الإسلام هو طريق العقلانية غير المستسلمة لقصر النظر، إنه دعوة لتحرير العقل أي جعله عاقلا.  
فكل ممارسة ناقصة للإسلام هي تنكب عن جادة العقلانية لغلبة هوى من الأهواء. وكل عقلانية مناقضة للإسلام وجوهره هي دعية وبالضرورة خليط من أهواء واضحة أو خفية، وانتسابها إلى العقلانية إما زيف واع أو لا واعي بحقيقة زيفه.
في الحلقة القادمة نتكلم عن كيفية إسقاطات انحرافات الأهواء و الخروج عن العقلانية في تاريخ التدين الإسلامي، ثم نعرج ببعض التنظير على المقاربات العلمانية ومكانتها من العقل.





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"تحليل التراث الإسلامي"

هذا الذي جعل الألباب حائرة و صير العالم النحرير زنديقا