المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٣

ماسحو الأدمغة و المثقفون الفردانيون

ستخرج المتناقضات في العالم العربي كله و ستكون ثمة حروب ضروس من أجل الإستقلال. إنه صراع بين ٢٠٠ عام من مسح الأدمغة و ١٠٠ عام من محاولة تأهيلها. كان الصراع يجري على الهوامش لكن ماسحي الأدمغة الممسكين بزمام المبادرة لم يعد بإستطاعتهم أن يبقوا من أعيد تأهيلهم خارج السياق لأن هؤلاء لم يعودوا يرون أنهم كتب عليهم أن يعيشوا على الهامش فكريا و ثقافيا و حضاريا في ديارهم.  المعركة في الأطراف حسمت كل أخذ نصيبه منها بلا رجعة. لكن الطبقات الوسطى العليا لا تزال عصية مع أنها كسبت ثقافيا إلى حد بعيد. هذه الطبقات تبقى مرعوبة من شبح التغيير ولذا فهي رهينة لمن يملك العصا و الجزرة. حتى المعركة الثقافية حسمت. لم تعد أجهزة مسح الأدمغة قادرة على مسح الكثير من الأشياء و على نطاق واسع. و لذا إستعيض عن ذلك بعملية التشويش: أي محاولة تمييع المصطلحات و تشويه الأفراد. التشويه قد يكون أخطر من غسيل الدماغ لأنه يقصف العقول بسموم مغلفة في قوالب الفكر المحلي. في هذه المعركة. يمتلك غسلة الأدمغة و مشوشوها في بلادنا خزانين أساسين من النبال. الباحثون عن الامجاد الفردية، سواء كانوا من السياسيين أو

أسطر في سيكولوجيا الإنتخاب في موريتانيا

هناك حملتان. حملة الإنتخاب وحملة المقاطعة.  الأولى يكره طرفاها بعضهما البعض لكن لا يريد أي منها أن يقطع سلك الإتصال قبل يوم العرض. ليس من مصلحة المشرِّعين خروج من بحضورهم يكسبون الشرعية، كما ليس من مصلحتهم فوزهم على الأقل في الدوائر المهمة. المشاركون يعرفون أن المسألة ليست عدد ناخبين بقدر ماهي صراع إرادة، و بالتالي لن يصمتوا عن النظام و لن يغضبوه كثيرا علّ وعسى أن يتورع في بعض الدوائر. هي قصة لعبة شطرنج بين زبيدة و هارون نسي كتّاب التاريخ أن يوثقوا تفاصيلها.  المشرِّعون يكرهون الحملة لكنهم يكرهون يوم الإنتخاب أكثر. في الحملة سيُنشر غسيلهم بمباركة القانون على طول الوطن و عرضه و ليس فقط على شاشات كمبيوترات المثقفين المتلونين و المبدئيين، تلك عادة لا يمكن خرمها!  الحملة تنتهي، لكن نتائجها ستبقى حتى الإنتخاب أو الإنقلاب القادم (موريتانيا دولة مستقرة ولذا لا يوجد فيها إلا خياران كلاهما يصحبه التصفيف و يعلق عليه المثقفون و الفنانون و العلماء الأفذاذ. في كلا الخيارين يفتح للعسكرين المجال لمخاطبة المدنيين، فهما عيدا العسكر عندنا، كما هما عيدا بقية الفئات). لذا فيوم الإنتخاب هو يوم

وأعجب من دعائك كالشفيق

دعت لي بالهداية أم زهر ولم أك قد ضللت عن الطريق وما أدري علام تقول جبنا هربت عن النزال مع الصديق وما خفت الأعادي قبل هذا فكيف بأهيف دمث خلوق كلا عقلي وقلبي فارقاني غداة رميتني عند الشروق فكيف أخاف وقلبي ليس عندي وأعجب من دعائك كالشفيق

أحرف عن تواصل، و الحملة، و النخب، و الثورة: كلمات على الفيس بوك

إتخذ حزب تواصل قرارا سياسيا بالمشاركة في الإنتخابات، خارجا بذلك عن "إجماع" المعارضة و التوجه العام عند أغلبية الشباب "الثوري". في الأغلب ستحصل الإنتخابات و في الأغلب أيضا سيعود البلد لما كان عليه. رئيس يتصرف بأحادية و نخب تتحد في تمسكها بداء الوطنية الخطابية، وتختلف في الممارسات والمقاربات الفكرية لها. سيكون تواصل قد خاض تجربة بسليمها و سقيمها، بنتائجها المباشرة و الطويلة. سيكون قد أتعب الكثير من أنصاره في الدفاع عنه، و الكثير من خصومه في أصطياد هفواته، و سيكون قد ساهم في تشريع إنتخابات النظام، وفي سبر أغوار كتلته الناخبة من غير النخب. سيثبّت قدما في عالم الأمر الواقع، و يبقى الباب مفتوحا أمام شبابه لممارسة الأحلام الجماعية مع نخب المجتمع.  سنتعرف بمشاركة تواصل على ما خفي من عقليات النظام، على هوامش المناورة عنده و على مواطن ضعفه وقوته سيشارك المقاطعون في الحملة بالسباب و السخرية من المشاركين، ومن سب حزب قوم سبوا حزبه.  بعد الإنتخابات أو بعيدا عنها وفي مكان ما من دفتر التاريخ يقف عسكري موريتاني في إنتظار نزوة أخرى، ستكون النخب المتعلمة أول من يصفق

المعلقون و الإسلاميون: كلمات على الفيس بوك

لاحظت هذا الصباح و شاركت في بعض التعليقات بخصوص الحملة الدائرة في موريتانيا، و سأزيد هنا كلمات.  ثمة عقدة متجذرة في وعي أو لا وعي قدر معتبر من النخب نحو التيارات الإسلامية. وهي عقدة عويصة. أساس العقدة هي أن هؤلاء يظهر من كلامهم و العلم عند الله أنهم غير قادرين على، أو غير راغبين في أو غير مهتمين بـــ (لا فرق في المحصلة العامة) العمل الرسمي بإسم الإسلام أو بإسم خدمته. لكن في نفس الوقت يدركون أن أولئك الذين يعملون أو يسعون لأجل الإسلام أو يدعون أو يدّعون العمل بإسمه لا تمكن منافستهم بأساليب نزيهة في مجتمع مسلم يقدر ويثمن الروح و المثل الإسلامية، و بالتالي فالطريق إلى التعامل مع هؤلاء هو في التشكيك بإسلاميتهم. أي مثلا وصمهم بالإسلاموية، أو التأسلم، أو غيرها، وهي--أي هذه المفارقة المضحكة-- ممارسة تكفيرية بإمتياز لا تختلف عن ما يمارسه بعض شذاذ الإسلاميين من تكفير المخالف. طبعا هذا لا يعني كون بعض و ليس كل الإسلاميين لا يقعون في إطار عملهم السياسي في أغلاط كبيرة، مثل التصريح و التلميح بأن رجالاتهم ربما أكثر قربا من غيرهم إلى روح الإسلام، وهي مسألة لا تخلوا من إحدى ثلاث. أولا،