الأفكار لا تموت بالرصاص...ولا تحبسها جدران السجون
إن الذين يحكمون على الإخوان بالموت...لا يقرأون أو لا يرغبون في قراءة التاريخ. في عام ١٩٦٩ كتب الباحث الأمريكي ميتشل في كتابه المشهور عن الإخوان ما مضمونه أن قادتهم ومشروعهم ربما لن يحظوا بأكثر من هامش في التاريخ وأن الجو العلماني السائد سيظل في تقدم... ندرك نحن اليوم أن هذا هراء، تماما كما ندرك أن تعليق البعض، بل أحلام البعض، بأن الإخوان هزموا بسسب إنقلاب ٢٠١٣ هو نوع من الهراء أيضا. الذي يجمع بين الحكمين و الحالتين هو: أنه في كلا الحالتين كان غياب الإخوان من الساحة تغييبا بواسطة العنف والقهر و ليس فشلا فكريا للمشروع. هكذا كان الحال في ١٩٦٩ حين كانوا في سجون عبد الناصر يعذبون ظلما. وكذا الحال اليوم وهم يعذبون في سجون السيسي ظلما. الفرق الوحيد أنهم برهنوا بواسطة الإنتخاب حضورا أكثر من مرة، وغيابا في انتخابات اليومين الماضيين، أنهم الطليعة التي تواجه الطغيان في بلاد العرب، والطغيان في بلاد العرب صناعة غربية. أي أن الإخوان هم الواجهة الرئيسية في هذا الصراع. نعم يخطئون، نعم يصيبون، نعم يحزنون، لكنهم كما هو واضح وكما يُرغم كل منصف على القول غير متضعضعين. لو كان مشرو...