من خصائص الأمة المهزومة


الأمم المهزومة إما أن ترمي كتبها في الماء أو تودعها رفوف المتاحف، أو تعيد قرائتها بما يبرر إنهزامها.

و الأمم التي تملك كتابا مقدسا وتعيش الهزيمة تكون في ورطة أكبر. لأن الإيمان لا يقبل الهزيمة، فترى الواحد يقرأ وكأنه يتلو بيان نصر، و يفسر وكأنه يرفع الراية البيضاء.

أساس كل هزيمة التأويل الموغل في العقلانية، و المتفهم للشيئ ونقيضه.

إن الهزائم تكره العاقل الثابت، و الأحمق الأهوج، ولكنها تحب المتعقلين كثيرا، فهم من يعزفون أجمل ألحان الهزيمة، ويرصعون أيديها وأرجلها بالحناء و يرمون أمامها الزهور.

الأن الأمم المهزومة لا تفرق بين أدوات المعتدي و ثقافته، فإنها تجعل منه، ومن نزواته مرجعا لإعادة تأويل كتبها المقدسة.

الأمم المهزومة أمم ممزقة بطبيعة الحال. فبين المنكر للذات، و الكاره للأصل، و الشارد مع كل نزوة، ثمة فرق هجينة ممن يريد أن يعيش ويرى أبنائه يعيشون، عيش يساوي البقاء على قيد الحياة وملأ البطن وفرك ما دون ذلك...

الأمم المهزومة تحب النوم العميق، أو الصراخ المؤذي بين فترات النوم. لكنها تكره كل محاولات اليقظة الممنهجة و المتدرجة.

الأمم المنهزمة تنحط في خطابها البيني و تنتقي أحسن الألفاظ عندما تخاطب الآخر، تماما كما المساجين أسود فيما بينهم، وأرانب مع سجانيهم.

الأمم المنهزمة ينتفي من رجالها ونسائها الإحساس بالنوع إلا ما كان منه فسيولوجيا صارخا: تقصر أيدي رجالها، وتطول ألسنة نسائها.

أمة واحدة لن تهزم. أمة تتمسك بما كان عليه محمد وأصحابه.

طوبى لهؤلاء.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"تحليل التراث الإسلامي"

هذا الذي جعل الألباب حائرة و صير العالم النحرير زنديقا