ماسحو الأدمغة و المثقفون الفردانيون
ستخرج المتناقضات في العالم العربي كله و ستكون ثمة حروب ضروس من أجل الإستقلال. إنه صراع بين ٢٠٠ عام من مسح الأدمغة و ١٠٠ عام من محاولة تأهيلها. كان الصراع يجري على الهوامش لكن ماسحي الأدمغة الممسكين بزمام المبادرة لم يعد بإستطاعتهم أن يبقوا من أعيد تأهيلهم خارج السياق لأن هؤلاء لم يعودوا يرون أنهم كتب عليهم أن يعيشوا على الهامش فكريا و ثقافيا و حضاريا في ديارهم. المعركة في الأطراف حسمت كل أخذ نصيبه منها بلا رجعة. لكن الطبقات الوسطى العليا لا تزال عصية مع أنها كسبت ثقافيا إلى حد بعيد. هذه الطبقات تبقى مرعوبة من شبح التغيير ولذا فهي رهينة لمن يملك العصا و الجزرة. حتى المعركة الثقافية حسمت. لم تعد أجهزة مسح الأدمغة قادرة على مسح الكثير من الأشياء و على نطاق واسع. و لذا إستعيض عن ذلك بعملية التشويش: أي محاولة تمييع المصطلحات و تشويه الأفراد. التشويه قد يكون أخطر من غسيل الدماغ لأنه يقصف العقول بسموم مغلفة في قوالب الفكر المحلي. في هذه المعركة. يمتلك غسلة الأدمغة و مشوشوها في بلادنا خزانين أساسين من النبال. الباحثون عن الامجاد الفردية، سواء كانوا من السياسيين أو