عباد الرحمن
في هذه الوقفة القصيرة، دعوة للتأمل سويا في آيات من الثمن الأخير من سورة الفرقان. هذه الآيات فيها وصف مطول لعباد الرحمن، وهي لذا حرية بالتدبر من كل الطامحين في الحصول على شرف العبودية لله، أي شرف الحرية. تبدأ آي الثمن بالحديث عن خلق السماء البديع وما بث فيها الرحمن من البروج، :" تبارك الذي جعل في السماء بروجا … " مع ذكر خاص للكوكبين النيرين الضرورين لحياة أهل الأرض ( جعل فيها سراجا و قمرا منيرا ). يسبق هذا الوصف موضع سجود، و يعقبه الحديث عن الليل و النهار كظاهرتين تمنحان بتعاقبهما فرصا من الوقت، من الفكر، و من الرقي " لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكورا. " طبعا ليس هذا الربط والتزاوج بين خلق السماء وما بها من جميل آيات الله وبين العبادة بأنواعها ذكرا، سجودا أو دعاء بالخاص بهذه الآيات، لأن القرآن نص مترابط متكامل يشرح بعضه بعضا. فقد ذكر في مواضع أخرى مثل قوله تعالى : إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ . الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُ