خاطرة بمناسبة مرور عقد من الزمن على سقوط بغداد
== ما ذا أقول عن العراق، ولم يمت في العراق بشر إلى شيعته بعبرة و حسرة (إلا صدام حسين فإني لا أعرف التعبير عن الشعور فلا هو فرح و لا هو ترح، فما يدعوا للفرح كابوس، وما يقود إلى الحزن يبعث على الأمل) ولم تحترق نخلة إلا أحترق معها جزء من كياني. ولو قدر لنفس أن تموت قبل أجلها لكنت مت من توجعي لآلام أهل العراق. نحن في موريتانيا أشربنا حب العراق، كما مرد بعض الأعراب على النفاق، وكما ساغ في قلوب المؤمنين الإيمان. فشيئان لا يجتمعان: العيش في موريتانيا و بغض العراق. حتى أني لا أشك أن إذا عتنا الوطنية كانت تلعن ذاتها و تتبرأ من نفسها عندما كانت في بعض الأوقات المظلمة -من حكم و لد الطائع -- الذي كان قد طال عليه الأمد حينها--تعلن عن قطع العلاقات مع العراق. *** يوم سقوط بغداد. يوم لا ينسى و جرح لن يندمل. كان بداية حقبة لم تتحدد معالمها بعد و نهاية لحقبة من الترف إضاعة الوقت في الحديث عنها. *** كنت يومها مع صديق عزيز في مكتب للترجمة وسط إنواكشوط.. كنا كغيرنا من أهل موريتانيا نتابع أخبار العراق أولا بأول. كان وقع الخبر كالصاعقة علي. صديقي كان أكثر رباطة جأش. واصل الإستماع إلى البي