توقفوا عن جلد ذواتكم من أجل جرم لم ترتكبوه
حصلت أخيرا على فرصة لأستخدام كمبيوتري\حاسوبي بعد أن كنت أتابع الأحداث عن طريق الهاتف وهو ما يجعل من . الصعب التعليق عليها
سيكون تعليقا منقسما إلى شقين وسيكون الأول كالتالي
في البداية وعلى سبيل تقرير المبادئ، فإنني أشعر بحزن عميق لأن ١٢ أسرة فقدت أفرادا منها
وللأسف لم تكن الخسارة مقتصرة على ألـ ١٢ أسرة
ففي الوقت الذي جرى فيه الهجوم على الصحيفة الفرنسية، حصل هجوم في اليمن قتل فيه ما ينيف على الخمسين من الجنسين
هذا طبعا دون ذكر حصيلة الغارات الجوية في سورية، و العراق، و اليمن وأفغانستان، حيث يتبارى المدافعون عن القيم العالمية--على حد تعبير أوباما--في قنبلة هذه البلدان الإسلامية
ضف إلى هذا صور التراجيديا التي نشاهد فصولها و المتمثلة في مأساة اللاجئين السوريين الذين يموتون تجمدا وجوعا تحت الثلج في خيم لا تتوفر على أبسط مقومات الحياة
هذه اتراجيديها كتبها الإهمال إن لم يكن التواطئ العالمي طيلة السنوات الأربعة من القتل و السحل الذي قام به بشار ضد شعبه، ثم بعد ذلك التعاون العلني الفج بين الغرب و السفاح بشار من أجل هزيمة الدولة الإسلامية التي يراها الطرفان عدوا مشتركا لهما
ثانيا، لا أعتقد أن الأفكار يمكن أن تقاوم بالرصاص. ولا أن الرصاص يمكن أن يقاوم بالأفكار.
فالندية و التعامل بالمثل مبدأ لا مفر منه إلا إذا لم تجد عن الحروب غير المتكافئة مندوحة
ثالثا لقد كانت العملية متوقعة
فبمنطق احصائي بسيط يدرك كل عاقل أن من يقوم بشكل دوري و متعمد بسب أكثر الشخصيات تقديرا من طرف مليار و نصف المليار لا بد أن يواجهه ثلاثة أو ثلاث مائة منهم ممن قرروا أنه لا يفل الحديد إلا الحديد وأن مالم يفعله غيره سيفعلوه هم دون إشارة أو استشارة
لكن هذه الحقيقة مفيدة لأننها تظهر أن المليار و الخمس مائة بإستثناء الثلاثة أو الثلاث مائة قد قرروا أن يردوا على الكلام بالكلام، و على الشتائم بالصمت
إن كون هؤلاء النفر تحركوا بكامل حريتهم دون استثارة المؤسسات الإسلامية في فرنسا وخارجها، وكونهم ليسوا ممثلين منتخبين للمسملين ولا حتى شخصيات علمية أو ثقافية إسلامية معتبرة أمر في غاية الأهمية. إن أهمية هذا الأمر تنبع من كونه يوضح أن سيل الإنتقادات وجلد الذات العالمي الذي صدر عن غالب الشخصيات الإسلامية التي أحست وعلى جعل بأنها مدعوة لتندد بهذا الفعل و أن تلقي محاضرات حول بعده عن الإسلام وحتى تشويهه صورة الإسلام تصرف بلا معنى
إنه لمن ما يثير الشفقة كون غالبية المسلمين تشعر بالحاجة إلى المسارعة في التنديد كلما حصلت عملية من هذا القبيل كما لو كانوا يشعرون بالذنب
و الحقيقة أن المرأ يتسائل: إن كان هؤلاء--ونحن ندرك هذا حقيقة--لم يخططوا ولم يحرضوا ولم يساعدوا ولم ينفذوا هذا العمل فلم هذا الشعور الجارف بالذنب؟
إنه لمن السخافة بمكان كون أحد الشخصيات المسلمة البارزة في أروبا سارع فور وقوع الحادث إلى افتتاح تعليقه على صفحته الرسمية بتكرار اللفظ "لا لا لالا ليس بإسمي" وكأن من قام بالفعل هي زوجه أو أبنه أو أخوه!!
إن المسلمين يحتاجون إلى تجاوز مرحة الصبيانية هذه فليس من المنطقي و لا من الوجيه التحجج بأن كل هذا السيل الجارف على عشرة قتلى من الفرنسيين لأن بعض الناس ربما يعتقد ان الإسلام دينا عنف طيب فليعتقدوا ذلك. ليكن. ما المشكلة؟؟
إن من لا يرون أن مليار و نصف المليار (ناقص ثلاثة) لم يقوموا بهذا الفعل هم أناس لن يشفي عماه أي نوع من الإعتذار ولا من الخطاب
فرغم الدمار و الخراب الكبير الذي تسبب فيه الغرب في بلاد الإسلام تحت إمرة حكام منتخبين و ممثلين شرعيين لبلادهم
فإنه لاأحد يتوقع من الغربين أن يستيقظوا كل صباح ليعلنوا تنديدهم مع كل جولة من القصف الجوي الغربي لبيوت المسلمين وخيمهم وأكواخهم على طول بلاد الإسلام
إنه لم يطلب منهم، ولا يتوقع منهم ولم يسبق أن وقفوا كل يوم لوصف ما تقوم به حكوماتهم بأنه إرهاب وعداء لقيم الإنسانية و نشر لقيم الظلام و العنف
أليس بوسعكم أن تروأ أن من يعتقدون بأن المسلمين قوم أهل عنف هم نفس الناس الذين يرون ذلك اليوم وسيرونه غدا بغض النظر عن ما حصل أو ما سيحصل
ألا ترون أنكم بسيل اعتذارياتكم الجارف الجاهز في كل حين تبررون السياسات الغربية من خلال إعتبار كل تصرف فردي من مسلم، لم ينتخب، ولم ينتدب، ولم يأمر من طرف المسلمين، بأنه عمل إرهاب، خطير غير مسبوق ولا مقبول ولا إنساني ولا يمكن تفسيره أو تبريره أو تأويله أو السكوت عنه، ألا ترون بذلك أنكم تعضدون فكرة الغرب من أن كل إجرامه الكبير الذي يرتكبه كبارهم ومسؤولوهم ليس إلا حربا على الإرهاب.ا
إذا لم يكن امتناع مليار و نصف المليار إلا ثلاثة نفر دليلا واضحا على إحترام حرية التهجم و التطاول فأي دليل أكبر من ذلك؟
إن الشيئ الذي ينبغي أن نرفض أن يتم بإسمنا هو قيام الرؤساء المنتخبين بإستخدام وسائل الدول و إمكاناتها من أجل إرتكاب المجازر ثم عدم مسائلتهم
إن إرتكاب مجازر كمجازر غزة في الصيف الماضي، أو كقتل مليون في إحتلال العراق، أو كقتل عشرات الآلاف بل مئات الآلاف من السوريين وتشريد الملايين منهم حري بأن يوصف بالإرهاب، وأن يكون الشغل الشاغل لدعاة السلام بدل جلد الناس ذواتهم على جريمة يمكن ان تحصل في أي مكان في أي وقت وليست من فعل حكومة ولا أمة
إن الشرطة الفرنسية تمتلك من الوسائل البشرية و التقنية ما يمكنها من الوصول لمرتكبي الفعل وإنهم في غنى عن دموعكم
وإذا ما قررت السلطات الفرنسية أو غيرها من جماعات الحقد الغربية التضيق على المسلمين أو ضربهم فإن ذلك هو الوقت المناسب لكي تطلقوا العنان لسيول إنتقاداتكم وطوفان تنديدكم وبكائياتكم
توقفوا بالله عليكم عن تعليم أطفال المسلمين الجبن وشحنهم بمشاعر الذنب و الدونية فإن الجبناء لم ولن يكونوا أبدا أناسا معتدلين
فلا يتوجب على المرأ أن يعتذر عن جرم لم يرتكبه. إن جرائم القتل هذه تحصل في الغرب و في الشرق ولا أحد يتوقع من أي ديانة محددة الإعتذار عنها إلا من المسلمين لأنهم دوما يعضدون فكرة أنهم مذنبون بوابل إعتذارياتهم
تعليقات
إرسال تعليق