خطأ الإخوان القاتل: لم يرمهم أحد به
(الإخواني الفاهم للصراع اليوم هو من يقول ردا على
الإخوان عنيفون:
"فقلت إذن لم تقذفوني بدائيا ")
من المهم أن أوضح في البداية أنني لا أتحدث هنا عن الأخطاء التي تجري على ألسن الناس من الأخونة، أو الأسلمة، أو حتى التخابر مع حماس، أو بيع مصر لقطر، أو التخابر مع أمريكا، كل هذه الأمور حقيقة لا علاقة لها بما حصل، وإن كانت تهمة الأخونة إستخدمت كفزاعة ساهمت في زيادة التشويش الفكري لدى الكثير من نخب مصر ومواطنيها العاديين. تهمة التخابر مع حماس تبدو للوهلة الأولى مضحكة و غير جادة لأن الإنسان العربي و حتى غير المتعاطف مع حماس ربما لا يرى ضيرا في تقديم العون أو المشورة لواحدة من الحركات القليلة التي ما زالت تقاوم الإحتلال وإن كانت المواجهة العسكرية أصبحت متقطعة، بل و تغلب عليها فترات الهدنة. وهو أمر غير سلبي وإن كانت بعض الأقلام العربية تراه كذلك، نظرا لملل الإنسان العربي من ثقافة المقاومة اللفظية، وإستخدامها كغطاء للبقاء في الحكم أو للإنتقاص من الحريات الفردية داخل المجتمع. ونظرا لكون العقلي العربي عموما تعود على الشحن الإعلامي و المقاومة قصيرة الأمد ولم يتعود على النفس البعيد في إدارة الصراع، وهو ما أصبحت تتحلى به الجماعات الإسلامية المركزية في الغالب نتيجة تجاربها في المواجهة وما ترتب عليها من سجون و إغتيالات، و حملات تصفية جمعية. ومع أن هذا ليس موضوع هذا الحديث، إلا أنه يمكن للمرأ أن يقول في عجالة أن أسلوب حماس في المهادنة أظهر أنه مهادنة واعية مختلفة عن تلك التي تنتهجها الدول العربية. هي مهادنة يعمد فيها القائمون على المقاومة إلى التحضير لجولات الصراع الأخرى وليس إعتبار الهدنة فترة للنوم و الراحة. التطور النوعي في تسليح و تكتيك المقاومة الفلسطينية بعد كل جولة خير شاهد على ذلك.
عودة إلى الموضوع أقول إن التخابر مع حماس لم يكن تهمة عرضية بل ليس إلا قمة جبل دعائي قاعدته تصوير الإخوان كمنظمة عالمية التوجه، تستخدم وجودها ونفوذها الداخلي لتطوير الأجندات الخارجية و ليس العكس: أي لا تسعى إلى إستخدام نفوذها الخارجي من أجل تنمية مصر. وهذه نقطة مهمة في الحملات الدعائية ضد الإخوان لأنها تنزع عنهم لباس الوطنية المقدس. تهمة التخابر مع حماس تأتي في هذا السياق. و إختيار حماس جاء لأسباب تتعلق بالجغرافيا و تتعلق كذلك بكونها المنظمة الإسلامية المسلحة الوحيدة التي تحكم حيزا ترابيا معينا بالكامل و لها علاقة إديولوجية وطيدة مع الإخوان. وهي أي حماس حركة سياسية أستطاعت رغم عداء الطبقة الحاكمة في مصر لها أن تهزم حليفها الفاسد فتح.
التهمة الأخرى هي بيع مصر لقطر. تم إستخدام هذه التهمة بشكل واسع وكان أبرز أمثلة ذلك الأبرى الساخرة التي أشرف على عرضها الكوميدي باسم يوسف، أحد الأذرع الإعلامية التي ساهمت في إسقاط مرسي، و الذي صعد نجمه مع أواخر حكم مرسي ثم أفل ربما إلى الأبد بعد الإنقلاب، لأن كومدياه اللبرالية جرئية ولاذعة في السخرية من رئيس منتخب يقبل من حيث المبدأ فكرة النقد، وتفقد تلك الخاصية في عصر الثورات الشعبية ذات الواجهة العسكرية التي لا تقبل النقد لا مبدءا فأحرى ممارسة.
ومع كل هذا فإن تهمة بيع مصر لقطر لم يكن لها تأثير كبير يذكر لأن المجتمع المصري تعود منذ عهد الخديوي إسماعيل على تعاون النظم السياسية مع دول ومنظمات خارجية في أطر تعطيها صلاحيات كبيرة مقابل إستثمارات أو قروض لا يصل في معظم الأوقات لعموم الشعب منها إلا خبرها. القلة القليلة التي حركت فيهم قصة بيع مصر لقطر المشاعر القومية القوية لم تلعب في الغالب دورا مهما في التعجيل بسقوط محمد مرسي. أما التخابر مع امريكا فهي مسألة، للأسف لم تعد تأثر على مجرى السياسة في مصر في مراحل ما بعد كامب ديفد، على الأقل ما لم تنضاف إليها عوامل أخرى.
طيب إذا ما الخطأ الذي أتحدث عنه؟
خطأ الإخوان هو خطأ يصعب أو يستحيل على للإخوان تحاشيه. الخطأ هو مصدر قوتهم و إستمرارهم و هو مصدر سقوط حكم مرسي بالتوقيت و الشكل الذي رأينا، و سيكون إذا لم يراجعوه-- و أرى ذلك أمرا صعبا-- سببا في فشل حملتهم الحالية لمناهضة الإنقلاب.
إن أكبر مصادر قوة الإخوان أنهم منظمة منضبطة لها مشروع تتبنى التدرج أسلوبا في تحقيقه. طبعا تبني التدرج ناتج عن تجربة مريرة شهدت تناطحا مع المجتمع و معارك كسر عظم مع الأنظمة القائمة ولم يكن دوما السمة الغالبة للدعوة وإن كان كل المؤرخين المنصفين يرون أن المؤسس الأول للدعوة كان بعيد النظر يرى التدرج و يكره التعجل. وخطابات حسن البنا فيها الكثير من تحذير الأتباع من إستعجال قطف الثمار.
في المراحل التي أعقبت الصراع القوي مع عبد الناصر في الخمسينات و الستينات بدأ الإخوان يمارسون السياسة بحذر شديد و يقبلون بالتحرك في هوامش صغيرة تضيق أحيانا و تتسع أحيانا أخرى. و بغض النظر عن ضيقها أو سعتها حرص الإخوان على مستوى من المشاركة، و التعامل مع النظم القائمة و العمل في السياق العام، دون السعي إلى خلق تغيير جذري للمجتمع. تحدوا الإخوان في ذلك رغبة في تجنب صراع قوي يبدد البنية التنظيمية التي عملوا على إعادة بنائها بالكثير من الجهد في مراحل ما بعد ناصر. طبعا لم يتخل الإخوان عن الأهداف العريضة أو البعيدة، ولم يقبلوا المساومة عندما تجاوزت التوافقات السياسية مسألة التخلي عن التكتيكات، إلى التخلي عن الإستراتيجيات. كان يدخل الإخوان فقط في حالات كهذه في مواجهة مفتوحة مع النظام المصري، وهي مواجهات في الغالب يبدئها النظام و ليس الإخوان، ومع ذلك دائما يبقون جزءا من الهيكل التنظيمي خارج الصراع ليتولى ترتيب الأوراق في حال ما تعرض الجزء الآخر لحملة تفقده توازنه.
في سنين مبارك تعلم الإخوان أن يتعاملوا مع الإنتخابات المزورة، و يشاركوا فيها، ليبقوا لاعبا موجودا في الساحة السياسية، لاعب يستفيد من، و يفيد السمعة الواسعة التي حققتها الحركة في المجالين الدعوي و الإجتماعي. وحتى في الحالات التي مارس النظام ظلما بينا على الجماعة لم تشأ الجماعة أن تدخل في صراع، و تعاملت مع الإعتقالات بكثير من المرونة، و العمل القانوني المدني، دون الكثير من التصعيد.
أجيال القيادة الإخوانية التي عاشت ماضي الصراع الدموي في فترة الستينات و ما تلاها مع السلطات و المناورات الأقل دموية مع نظام مبارك فيما بعد، أكتسبت عادات تكتيكية وأنماط فكرية مناقضة للمفاهيم الثورة، و التغيير الجذري، هذه العادات جعلت الإخوان، وهم من يعارضون مبارك علنا، وهم من يزورون سجونه كلما حصلت مشادات بين الباعة المتجولين في شوارع مصر، لا يجدون غضاضة من القبول تصريحا على الأقل ببقاء مبارك في الحكم، قبل سقوط حكمه بأقل من سنة. هذه العادة، الحذرة و غير الثورية هي التي جلعت الإخوان أيضا، يترددون في النزول علنا في الثورة، و الإكتفاء عوضا عن ذلك بالسماح لأفرادهم و شبابهم بالنزول إن هم أرادوا. طبعا كان هؤلاء حاضرون في الثورة، وتهمة ركوب الثورة، هي نسخة مستحدثة من إتهام عبد الناصر لمحمد نجيب أنه لم يشارك في الثورة على الملك فاروق وإتهامه الإخوان في ما بعد بالتجسس و العمالة للإمبرالية ومعارضة الثورة و مصالح مصر. في مصر البلد ذو التاريخ القديم لا توجد كذبة جديدة. معظم الأكاذيب متوارثة وتليدة تماما كالبلد ذاته.
وحتى بعد سقوط مبارك ظلت العادة غير الثورية حاضرة في فكر الإخوان، وكانوا أكثر ترددا في الحسم من مسألة المشاركة في الإنتخاب ومستوى التمثيل الذي يريدونه. من فكر المشاركة لا المغالبة التي رآه البعض خطوة حسنة، وهو ربما من أكبر أخطاء الإخوان التي ستأتي تباعا، أتى الإعلان عن عدم الترشيح للمنصب الأعلى في الجمهورية. ومن نفس الفكر التدريجي غير الفاهم للحالة الثورية، و الضرورة التاريخية، جاءت أيضا أفكار عن حصص صغيرة في البرلمان.
بغض النظر عن ما قيل عن رجوع الإخوان عن عدم الترشح، أكذب، أم خداع ام هما معا، فإن إعلانه أولا والرجوع عنه ثانيا كانا نتاج صراع بين فهم بعض النخب في قيادة الإخوان من الشباب الأكثر دراية بالحالة الثورية و كبار القادة من ذوي النظرة التدريجية الحذرة. لقد كانت الحالتان نتاج التوجه السياسي الطبيعي لأي حركة سياسية أمام فرصة سياسية من النوع الذي مثلته ثورة ٢٥ ينائر والخوف من مواجهة حالة جديدة لم تكن الحركة قد حسبت حسابها، ولا يعرف الكثير من كوادرها التحرك فيها إلا في حالة ردود الأفعال. و الإخوان عموما أقوى في مواجهة الصدمات منهم في قراءة المشاهد و المغامرة السياسية. إنعدام حس المغامرة هذا جزء من عقلية الفلاح، و هي ليست خاصة بالإخوان بل تكاد تكون سمة معظم اللاعبين في مصر، و في منطقتنا العربية عموما. لكن الفارق، وهذا يميز الإخوان وبعض المنظمات الإقليمية كحماس و حزب الله، هو قدرة التعامل مع الجديد، والعودة إلى واجهة الحدث بعد فقدان زمام المبادرة. إن العقل العربي خسر منذ أمد بعيد الذكاء المغامر، و أمتلك عوضا عنه في أحسن الأحوال قدرة على إستعادة التركيز و الجلد على مواجهة المصاعب. فجميع المعارك العربية مع إسرائيل هي من هذا القبيل: تأخذ إسرائيل زمام المبادرة و يكون رد الفعل من نصيب الإنسان العربي، حاكما و محكوما. الشيئ الوحيد الذي تغير في تلك المعادلة هي أن بعض القوى الثورية و بعض الشعوب العربية لم تعد تهرب في وجه هجمات إسرائيل.
الإخوان طبعا ليسوا إستثناءا، إلا من حيث أن قدرتهم التنظيمية و الأسس النفسية التي تمجد الجهاد و بذل النفس، و التربية الدينية التي تربط الصراع بأبعاد خارج المدرك الملموس، تجعلهم أكثر قدرة على تحمل الخسائر و البقاء في المعترك لإرهاق الخصم إن فرض عليهم واقعا لم يكونوا أوعبوا له.
في النهاية تغلب من أمتلكوا جزءا قليلا من الفكر الثوري على أصحاب الفكر التدريجي الحذر داخل الجماعة و قررت أن تزج بمرشح في حلبة السباق للرآسة. طبعا حين يتخذ قرار في الجماعة لا يهم من وافق ومن خالف، هو قرار، و الدفع من اجل إنجاحه مسؤولية الكل. قرأ الخبر دعاية و تحليلا بالشكل الخطأ في أوساط المثقفين المصريين و غيرهم من العرب. فهم القرار على أنه تغلب القوى التقليدية المتشددة في الجماعة على الأصوات المهادنة الأكثر شبابا. طبعا هذه الصورة مقلوبة في جزء كبير منها. الشباب في الغالب أكثر ثورية وإن كانوا أكثر إنفتاحا على المجتمع، ولا يحملون عبئ ذاكرة تاريخية تتريب من المجتمع نتيجة مواقف و إخفاقات سابقة. و الثابت أن الشباب أكثر تشوقا لتغيير جذري. في المقابل، يتجلى تشدد الكبار في الحرص على إبقاء جزء كبير من عمل التنظيم في حال السرية، و في التخوف من الإرتخاء و الإرتماء سريعا في حضن الطبقة السياسة أو حتى مجالدتها نظرا للسوابق التي تعاملت معها الجماعة.
طبعا كان المرشح أحد الصقور ولم يكن من حمائم الإخوان. وهذا ربما الإجراء الأكثر سلامة في كل القرارات التي أتخذها الإخوان فيما بعد ثورة مبارك. ورغم أن التنظيم يحمي حمائه نتيجة طبيعة العملي الجمعي و الهرمي للمؤسسة، فإنه ربما لم يكن بمقدور أحدى الشخصيات الأقل جلدا في الجماعة أن تقف طويلا أمام السيل الهائل من الضغوط الذي تعرض له مرسي في وقت قصير. ولربما قبل بخطوات تبقي عليه و تفرغ موقف الجماعة النضالي من قيمته التاريخية.
لكن المشكلة هي أن الإجابيات التي مثلها مرسي بوصفه أحد الصقور، يقابلها جانب آخر من جوانب شخصيته: الشخصية التقليدية للإخوان و أسلوبها المهادن المتبع للتدرج سنة في التغيير. كانت شخصية مرسي في هذه الناحية أكثر ما تكون تناقضا مع الواقع الثوري الذي يطبع مصر ما بعد الثورة. بخطا متباطئة و مهادنة كان الإخوان يحاولون التعامل مع الدولة العميقة، و في أغلب الأحيان يترددون في إتخاذ خطوات لإبعادها أو إضعافها، بينما يستنفدون الجهد و يفرغونه في ردود الفعل حين تمارس الهجوم عليهم. في الجيش تم إستبدال جنرال بآخر من نفس الطبقة، بعد عملية ضد مجموعة من الجنود في سيناء، بطريقة مهادنة جدا للمؤسسة العسكرية، وتراخى الإخوان في التعامل مع الفساد في وزارة الداخلية التي كان واضحا منذ اللحظة الأولى أنها تسير في خندق مغاير. طبعا كان الإخوان يحدثون القليل من التعديلات هنا وهناك وكان إعلام النظام البائد يصورها كأنها عملية أخونة شاملة للدولة.
في حركتهم البطيئة و المهادنة بعيدا عن القوى الثورية المتعطشة لتغييرات حقيقية، كان هؤلاء لا يرون إلا تغييرات طفيفة في الواقع، رغم إتخاذ بعض الإجراءات القانونية المهمة التي كانت تضع لبنات بإتجاه إعادة توزيع الثروة على المستوى البعيد. في المقابل كان الثوريون لا سمعون ولا يشاهدون في وسائل إعلامهم إلا قصص الاخونة، و مشاريع قوانين رجعية حقيقة و وهمية.
إستمرت جولات الإعلام بين هجوم للمعارضة وردود من الإخوان، لم يكن فيها لا منتصر و لا مهزوم، ولم تكن لها نتائج واضحة على الأرض، رغم أن الإخوان كانوا في الواقع يخسرون تدريجيا لأنهم أصحاب الحكم على الأقل من الناحية النظرية. وشيئا فشيئا إستطاعت الدولة العميقة وأذرعها الإمنية التي فهمت طبيعة الحراك الشعبي أن تخلق أوجه جديدة شبابية بديلة عن المعارضة التقليدية التي فشلت في إقناع المصريين بمشورعها المعارض للإخوان. المعارضة الجديدة ألبست لباس الثورية، و بمباركة من وسائل الإعلام وتسهيلات من قوى الأمن-- التي تغاضت أو شاركت في أعمالها الثورية ضد الإخوان-- إستطاعت هذه المعارضة أن تنتزع الشرعية الثورية، ليس فقط من الإخوان ولكن من غيرهم من القوى التي كانت على الواجهة، ولأنها أصبحت عنوان الثورة إتسق من تركهم الإخوان خلفهم من أصدقاء الأمس في طابورها، غير واعين و لا مقدرين لخطورة الطريق التي يسلكونها.
ما فشل الإخوان في فهمه أن أصحاب الثورات يعيشون حالة نفسية، عاطفية و ليسوا أصحاب مشاريع فكرية طويلة الأمد، ولذا فالثورة هي في جوهرها الحركة، و الصوت و الصورة، التي تخلقها أو تتخلق بسبب فعلها، وأصحابها أكثر لصاقة وتأثرا بما يؤثر في الحس و في الحيز الزمكاني الذي يحيط بها من أي صدى فكري أو عمل تنظيمي خارج تلك الأطر. الثورة هي آخر تعبير عن الرفض المطلق للواقع، ولذا فأصحابها لا تشبع رغبتهم أعشار الحلول، ولا يمتلكون الصبر للحوار حولها. لو كانوا كذلك لما كانوا ثوارا بل لكانوا سياسيين عاديين، أو مصلحيين إجتماعيين، أو مضاربين في البورصة. الثورات عمليات صفرية وليست عملية تفاوض.
اليوم وبعد أن أطلقت القوى الأمنية اليد في تقتيل الإخوان و أفرغت أي محاولة للعمل السلمي من محتوى سيكون أي حديث للإخوان عن السلمية غباءا سياسيا مزدوجا ليس لأنه غير راقي و غير حضاري، و لكن لأنه متخلف أشواطا (أو متقدم أشواطا. لا أومن بخطية في التاريخ) عن الواقع على الأرض. وهو ما سينتج عنه أنهم لن يكونوا عامل إنجاح للثورة وإنما عامل تثبيط لها، و عبئا فكريا، لا يمتلك إلا التبرأ أو التبرير.
إندماج الإخوان، أو على الأقل شبابهم في عمل ثوري عنيف، عقلاني وموجه، غير عبثي، هو فرصة الإخوان الأخيرة للمشاركة في المستقبل كفاعل وإلا أصبحوا كبقية الرموز الدينية التي يستمتع بالإستماع لها أو التندر عليها أبناء الطبقة الوسطى و العليا من المجتمع عندما يصابون بالملل من حياة الدعة، أو يشعرون بالذنب من إرتكاب كبائر و لمم الذنوب.
تعليقات
إرسال تعليق