إن من قتل الإسلاميين اليوم و في الأسابيع الثلاثة الماضية بدم بارد ولفق لهم التهم، بل و جاء على قمصانهم بدم كذب لا ينتقم من الإسلاميين، إنه ينتقم من من إنتخبهم!
إنه ينتقم من أمة رأى أنهم خدعوها بدينهم المزيف، ورفضوا عقلانيته و فهمه الإسلامي الراقي الذي يطبقه اليوم واقعا. إقصاء ما بعده إقصاء، وزور يخجل منه الزور، وكبر يستعيذ منه الكبر، ووقاحة أخجلت الوقاحة، ورقص على جثث أموات يقتلون في شهر الصيام، ركعا، وسجدا و على جنبهم، ألسنتهم رطبة بالذكر وأكبادهم حرى من الصوم.
يا أيها القاتل، أيها الأفاك، أيها الأهبل: ما عسانا نفعل معك. إنك تضر نفسك من حيث تحسب أنك تنفعها. أترى الناس تقبل بعقلانيتك الآن. ألأنك جعلت من مسيلمة الكذاب طفلا يافعا في عالم الكذب و التزوير، تجاوزته أشواطا بعيدة في التعدي على الحرمات، و التعدي على القيم. دست أصوات الناس في ثلاث إنتخابات، في كلها تأتي بكذبة، تختطف و تعتقل، و ترهب و تتوعد، ثم تقتل بأسلوب مرضي لم يعرف عن السفاحين!
إن كل قطرة دم أسلتها، وكل وليدة يتمتها، وكل أم أثكلتها، وكل زوجة أرملتها، وكل رجل تركته بدون إبن، وكل ولد تركته بلا أب، وكل من رأى هذا و من سمع به ممن لا زال في قلبه ذرة من إنسانية، إن كل هؤلاء سيكونون لعنة عليك، محاربين لفكرك، شهداء على عهرك و كفرك. سيلعنك هؤلاء في الدنيا و تلعنك الدنيا معهم، حتى من يصمتون خوفا أو طمعا سيلعنونك في نفوسهم و خلف أبواب بيوتهم.
أيها الأهبل، إنك غسلت بالماء و البرد كل ما كان يمكن أن يقال عن خصومك، وقد حملك حدقك على أن تجعل منهم أبطالا، ودعاة حق. إن لم يكونوا كذلك في أعين البعض فهم اليوم في عين كل من منصف (ولا عبرة بمن أصيبت بصيرته بعمى مزمن فهم شركائكم وأمثالكم تشابهت أقوالكم و أفعالكم. وستتشابه مصائركم، إلى جهنم و بئس الورد المورود. وهل ثمة مصير آخر وقد قرر ملك الملوك، فاطر السماوات و الأرض ذلك: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما).
إن كان كل هذا لأنك تشعر بأن عدد الرفاق في تناقص، فما هو آت من الوحدة، و الغربة أشد وأنكى.
إنكم تدفعون الأمة إلى الهاوية، لكن الأمة ستستمر في الرقي، و ستعلقون أنتم في الوحل، متوجين بتاج الخزي، تنحدرون في منحدرات مزابل التاريخ كلما هبطتم منها مهبطا طاردتكم اللعنات إلى ما هو أدنى منه، لا يقبل بكم قاع، و يتبرء منكم كل نجس.
تعليقات
إرسال تعليق