حقائق عن أزمة مصر، عبر من الزمن



١-ليس سرا و لا مخفيا كون السعودية و إسرائيل و الإمارات (على الأقل) خططوا و تآمروا في الماضي و ينخرطون في الحاضر سعيا لضرب حركة الإخوان المسلمين و سحقها.

٢-ليس من عادات الدول أن تتآمر على الفاشلين.

٣-و ليس من عادات إسرائيل ولوبيها الذي يعمل حثيثا في أمريكا السعي لإصلاح أحوال المسلمين ولا هو مما يجمعها مع السعودية و الإمارات .

٤-لا ترسل الدول الشرطة عادة لفض مظاهرات الإرهابيين المسلحين، وليس من عادة الإرهابين التجمع بشكل علني في الشارع العام، ولا من عادتهم المطالبة بإحترام الدستور و نتائج الإنتخاب.

٥- من التاريخ أنه كلما أكثرت غالبية القومين العرب، و غيرهم من علمانييهم، وقد يكون الجيل الجديد مختلفا وقد لا يكون، الضجيج عن مآمرات تحاك ضد البلد وعن إستعداهم لمواجهتها فإنهم لاهم يحضرون لمواجهة و لا هم حتى يحسبون حسابا للخسارة التي تلحق بالبلاد جراء سب و شتم القوى الأخرى، داخلية و خارجية.

٦-من المفيد ان نتذكر وأن لا ننسى أن القلة القليلة، شرذمة الإرهابيين هذه لها من المقومات الحضارية و العمل الجمعوي و الخيرى و الفكري ما أستطاعت أن تقنع به طوائف واسعة جائت بها فائزة في الإنتخابات واحدة تلو الأخرى. وأنها خسرت السلطة ليس لأن الشعب صوت ضدها في جو من الإنتخاب الحر و النزيه، ولكن لأن القوة العسكرية أستخدمت للإطاحة بها.

٧-ليس كل العلمانيين في العالم العربي مناصريين للدكتاتورية حتى وإن أختلفوا مع الإسلاميين و مع المسلمين العاديين من أمثالي. لكن السواد الأعظم منهم لاهم رجال علم، و فكر، ولا دعاة حرية. وهذا ليس صدفة. إنهم ليسوا أبناء ثقافة أخرى، وإلا لكنا عرفنا وأعترفنا بالقيم و الروافد التي تغذيهم. لكنهم نتاج سفاح حضاري بين نخب فاسدة من المسلمين و أسافل القوم من بني كولنيال. فلا كعبا "حذوه" ولا كلابا

٨-ليس من الطرق المعهودة للدمقرطة أو للتنمية أن تقتل الناس، و ترهبهم، و تخوّنهم و ترميهم في السجون. لكن كل هذه عادة ما تقود إلى إحدى حالتين: ١) دولة بوليسية متنرفزة، خائفة، تهلك أموالها و مصادرها في محاربة الخيالات، و في الأعطيات لكل من يظهر ولاءا مطلقا في سلب الآخرين حريتهم أو حتى حياتهم بدعوى أنهم خطر محدق ماحق. و تستنفذ مواردها في الصرف على حرس الرئيس، وحرس من يحرسون الرئيس، وحرس من يحرس، حرس الرئيس، و في أجهزة تتابع كل هؤلاء و تتابع بعضها البعض. وهكذا ينزع الله البركة و الأمن منها، ٢) إحتراب داخلي لا يبقى و لا يذر.

٩-دوما يجد الظالمون فرصة ليظلموا، ودوما يجد المظلومون فرصة ليدعوا أو لينتقموا، ودوما يحسب الظالمون في لحظات أو ساعات أو أيام أو أشهر، أنهم مانعتهم حصونهم. دوما يتعجل الناس، من ظُلِم ومن وقف على الحياد، من آمن ومن كفر، إنتقام الله. في كل هذه حكم. لو كلما ظلم ظالم رماه الله في الحال بقاصمة ظهر، لما عرف الظالمون ولا قبحت في العيون أفعالهم، ولما عرف المجاهدون الصادقون ولا الصابرون المحتسبون، ولتساوت دعاوى القوم في هذه. 
لكن مما لا شك فيه أن عقاب الله يحل بالظالمين في الدنيا قبل الآخرة، كل حسب ماقدر الله له، فهو خالق الناس وهو عليم بهم. فمنهم من يعذب علنا و يتشفى الناس به، ومنهم من يموت كمدا، أو مرضا، أو إزدراء و الناس عنه غافلون. طبعا يمرض و يتعب و يذل الصالحون، لكن كل ما يصيب هؤلاء يزكي في الدنيا نفوسهم، ويرفع في الآخرة درجاتهم. اما عذاب من لم يشأ الله أن يكفر له، ويغرف له من ظلم، فعذاب الدنيا مقدمة لعذاب الآخرة، طل قبل وبل. نسأل الله السلامة و العافية. ومع ذلك فما من ظالم يعاقب إلا عرف في الدنيا قبل الآخرة لم عوقب. لن يعرف أحد متى ينزل عذاب الله بالظالمين، لكن بوسع كل شخص أن لا يكون أكيلهم و شريبهم، و محدثهم، و ممهد الطريق لسيرهم، و منافحا ومدافعا عنهم. "ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا"

١٠- لا شيئ أجمل من كلام الله، و لا أرى شيئا أقرب إلى السياق من أن أختم بقوله: من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد.

(تنبيه: إن إيراد الآيات و تقديم العبر لا يعني بالضرورة أن المرأ شيخ ورع تقي، يترقى في مقامات الصالحين، أو أنه يرى نفسه خيرا من الآخرين،أو أغزر علما أو أنه يريد أن يعجب الآخرون به. إنما هي أفكار و قناعات بشر يصيب و يجانب الصواب، ينشرها تعميما للفائدة، 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"تحليل التراث الإسلامي"

هذا الذي جعل الألباب حائرة و صير العالم النحرير زنديقا