وقاحة تقديم مرسي متهما في أحداث الإتحادية
في مصر إنقبلت القيم منذ الإنقلاب. أصبح الكذب سلعة رائجة، و النفاق دين رجال الدين، وديدن رجال السياسة و الإعلام
البريئ متهم و المدان بريئ
يُقتل المرأ و يُتهم بقتل نفسه
و الناس بين مشدوه ومصدق
إنقلاب الجيش على الرئيس ليس إنقلابا وإنما عملا مشروعا بتفويض من الشعب. الشعب لا تعبر صناديق الإنتخاب
في حرية و نزاهة عن رأيه بينما تعبر عنه صور الإعلام و حشود البلطجية
طبعا كي لا يسيئ أحد فهمي دعوني أوضح حقيقة أني لا أشكك في أن أعدادا كبيرة خرجت ضد مرسي في الثلاثين من يونيو ولا أشكك في أن بعض هؤلاء بل كثير منهم مواطنون مصريون حسبوا أنهم يحسنون صنعا و يعارضون ظلما
طبعا في المقابل تظاهرت أعداد أخرى أكثر أو أقل أو هي بمثلها في العد و التنوع ممن يرون أنهم أيضا يحسنون صنعا، إنتخبوا رئيسا ويريدون له أن يكمل، فترة رآسته
وأختاروا دستورا في تصويت نزيه ويريدون أن يحكم به
من المؤكد أنه في بلد إختار الإنتخاب و أنتخب مرات، لا شيئ غير الإنتخاب يمكن أن يحسم مسألة أي الفريقين أقوى
شعبية وأيهما أقل عددا
لكن دعك من الإنقلاب ومن أعداده، وتعال نروي أكبر وقاحة تمثل أمام أعيننا بإسم العدالة
لم يكتف إنقلابيو مصر بإختطاف رئيسها ولم يكتفوا بقتل المآت من أنصاره، ولم يكتفوا ولا يبدوا أنهم سيكتفون بغلق كل قنوات الخصوم السياسيين ، و لا تلوح في الأفق بوادر أنهم سيقفون عن حد إقصاء هؤلاء رغم أن إنقلابهم قدم على أنه ثورة على الإقصاء و ممارسته،
اليوم يخرج علينا الإنقلابيون بقصص تقديم مرسي للعدالة بتهمة عجيبة
التهمة هذه المرة ليست التخابر مع حماس، تلك مضحكة وهذه مقرفة
يتهم رئيس مصر المنتخب سابقا، المخطوف لاحقا، محمد مرسي، بالتحريض على أحداث الإتحادية، وإعطاء الأوامر بقتل المتظاهرين، و الإستعانة بجماعته لقتلهم.
طبعا من المهم توضيح حقيقة ما جرى لمن فاتته تلك الحلقة من الدراما السياسية المصرية أو لمن نسيها.
الأحداث هي أحداث وقعت في العشرية الأولى من شهر دجمبر من عام ٢٠١٢ وتحديدا في الرابع و الخامس من الشهر.
السياق
"المعارضة تنتفض ضد الصلاحيات "الفرعونية
التي منحها مرسي لنفسه في سياق الإعلان الدستوري الشهير
تسلسل الحدث
١-المعارضة تتظاهر و تحاصر القصر، (المتظاهرون في الأساس من علية القوم، مالا، ومن من يعبدون المسيح ربا. إنظر إلى شهادة النيورك تايم بخصوصه
٢- الشرطة تخلي الطريق أمامها و يحمل ضباط الشرطة على الأعناق إحتفاءا بهم و بموقفهم.
٣-الحرس الجمهوري يتراجع بمتاريسه، و يخلي مواقعه أمام البوابات.
٤- الإخوان يبعثون رجالهم، فيباغتون المعتصمين و يفضون إعتصامهم و يطرحون خيمهم أرضا
٥-لم يقتل أحد في الإشتباكات و بدى كما لو أن كل شيئ إنتهى. التلفزيونات المصرية بثت أسماء كثيرة لقتلى قتلهم الإخوان تبن فيما بعد أن لا حقيقة لقتلهم. كان من الملفت حينها ظهور عمرو موسى في حال حداد على قتيلة، تبين في الحال أنها لم تقتل عندما أتصلت بقناة لتدلي بشهادتها،
٦- في المساء حصل هجوم على الإخوان المرابطين امام القصر، وبدأ سقوط الضحايا. ورغم أن القنوات المصرية صورت الأمر كما لو كان الإخوان هم من يقتلون الناس بالرصاص، وعرضوا صورا لملتحين يطلقون الرصاص، فإن كل الضحايا في الليلة الحبلى و ضحاها كانوا عشرة، تسعة من الإخوان و صحفي. الصحفي الشهير يسري فودة كان من الشخصيات التي إستماتت في عرض صور للأخوان وهم "يقتلون" الناس، صور تمت إعادتها المرة تلو المرة مع تقارير نارية و خطب منمقة عن
مكرهم في الماضي و الحاضر
إنقشع الغبار و بان المخفي فإذا بالقتلى على النحو التالي
القتلى من الإخوان
محمد فريد أحمد سلام
محمد السعيد سلام
محمد ممدوح حسيني
هاني محمد سند
خالد طه أبو زيد
محمود احمد ابراهيم عوض
عبد الله عبد الحميد نصار
محمد خلاف عيسي
ياسر محمد إبراهيم
القتلى من غير الإخوان
علاء محمد توفيق :إسلامي مات متأثرا بجراح لاحقا
و الصحفي: الحسيني ابو ضيف
وعندما أفلست قصة الإعلام المصري الرئيسية عن قتل الإخوان للناس بدم بارد أمام القصر، تم التركيز على قتل هذا الصحفي، لكن شهادة أحد الإطباء أثبتت أنه قتل بنفس السلاح الذي قتل به الإخوان.
وقد تنبهت الغاردين حينها إلى الفارق بين عدد الضحايا في صفوف الإخوان حقيقة ومن يدعون في الجانب الآخر، فأشارت إلى إنه من أجل معرفة من يقف على الأرضية الأخلاقية المرتفعة (أي من هو أقرب إلى الحق و العدل) فإنه ينبغي إدراك أن الإخوان\الإسلاميين كانوا ضحايا النيران و ليسوا مصدرها.
من كل ما سبق يتضح
أن عسكر مصر يتهم مرسي بقتل أنصاره؟
تجاهل عقلك و فكرك و لا تسأل لم يتقل الإخوان أفرادهم أمام قصر الإتحادية في تلك الليلة الشاتية؟
دعك من جنون و غرابة هذا الإتهام و إستخفافه بعقول الناس، في الخارج و الداخل ممن لا تزال عندهم عقول. هب أن مرسي هو السبب في كل هذا أليس من حق المرأ أن يسأل أين هي الإتهامات إذن الموجهة لشركائه في القتل، شرطته التي سمحت بقتل الناس، وزير الدفاع السيسي الذي لم يتدخل، وزير الداخلية الذي يتحمل المسؤولية القانونية عن ترك الإخوان يقتلون الناس في وسط القاهرة، جبهة الإنقاذ التي دعت إلى التظاهر لأن الدعوة إلى التظاهر أصبحت تحريضا و حبا للقتل في عرف الحكام الجدد لمصر؟ بل أين هم رجال البلطجية الذين أعتقلوا حينها تلك الليل وهم المسلحون ثم أطلق سراحهم؟
لم لا يعتقل هؤلاء أيضا لم لا يحرمون أيضا من الحرية ويسجنون في أماكن غير معروفة، لم لا؟ أم أن شرط الإعتقال و الإتهام هو أن يكون المرأ منتخبا من الشعب المصري؟
طبعا لا تسأل عن التهم الموجهة لمن أزهقوا أرواح أزيد من ١٣٠٠ من المصريين ولا من أحرقوا جثث بعضهم، ولا من إعتقل بعد أن يتم أبنائهم أبنائهم وأراملهم. لا تسأل لأن أولئك القتلة هم سادة القاهرة اليوم
أبطال الشعب وخصومه، دعاة وخصوم الحقيقة، إسم و خصم للعدالة،
لم لا يعتقل هؤلاء أيضا لم لا يحرمون أيضا من الحرية ويسجنون في أماكن غير معروفة، لم لا؟ أم أن شرط الإعتقال و الإتهام هو أن يكون المرأ منتخبا من الشعب المصري؟
طبعا لا تسأل عن التهم الموجهة لمن أزهقوا أرواح أزيد من ١٣٠٠ من المصريين ولا من أحرقوا جثث بعضهم، ولا من إعتقل بعد أن يتم أبنائهم أبنائهم وأراملهم. لا تسأل لأن أولئك القتلة هم سادة القاهرة اليوم
أبطال الشعب وخصومه، دعاة وخصوم الحقيقة، إسم و خصم للعدالة،
تعليقات
إرسال تعليق