جمل عن عبد الناصر في ذكرى وفاته
في عهد عبد الناصر أهدى قادة الجيوش المصرية إسرائيل هديتين كبيرتين.
الأولى: إستنزاف مصر و العالم العربي من ورائها في صراع ماحق في اليمن استنزف الجيش المصري، قتل فيه آلاف المصريين و اليمنين، و دمر فيه قدر كبير من قوة مصر العسكرية والروح المعنوية العسكرية لجنودها. وفي تلك المحرقة أيضا كره اليمنيون أو على الأقل جزء منهم غرور و صلف قادة ضباط الجيش المصري. كان ما بين ٥٠ ألف إلى ٧٥ ألف و جزء من القوة الجوية المصرية في صراع في اليمن.
:الثانية
بموازاة حرب اليمن، كان ثمة حشد إعلامي إستعراضي للجيش المصري، في صحراء سيناء بدون غطاء جوي وبدون مخطط واضح، حيث بقي أشهرا وأسابيع يلتحف السماء و يفترش الغبراء و يصارع العواصف، و يبذر الطاقة ويهدر المصادر في جولات إستعراضية لا طائل من ورائها. في موقفه منكشفا، و في موضعه منهكا، و في واقعه مشتتا و مبعثرا، و في معنوايته محطما وتحت قيادة تخطب في سيناء لعشر دقائق و تقضي بقية الوقت على الهاتف أو في الطريق إلى القاهرة، وتحت مظلة إعلامية تدق طبول الحرب، و تبشر بتطهير عرقي و نصر ساحق ماحق، كان جيش مصر في الموقع الصحيح لعدوه و في الوضع الخطأ لمحبيه، وكان قد يسر لإسرائيل عملية محقه في ساعات. وهذا ما فعلت بالفعل في "نكسة" ١٩٦٧!
*****
في عهد عبد الناصر كان أغلب الخصوم في السجن و أغلب الأنصار في الملاهي و قادة الجيش في صراع على النفوذ و المقاعد، و جزء معتبر من الجيش في حرب في اليمن و كانت وسائل الإعلام في حرب مع الإمبريالية و الإخوان و أسرائيل
***
في عهد عبد الناصر كانت ألسنة علية القوم موجهة إلى تل آبيب و عيونهم و قلوبهم موجهة إلى غنائم الحكم في القاهرة وما جاورها
مهما إتفقنا أو إختلفنا مع عبد الناصر فإنه لا مفر من الإعتراف بأنه أحد الشخصيات التي أثرت في العالم العربي، في لغة الخطاب، في واقع الصراع مع إسرائيل، في علاقة الإسلام السياسي بالأنظمة و بشكل غير مباشر في الطفرة الإقتصادية في الخليج نتيجة إرتفاع أسعار البترول حتى بعد وفاته
في فترة عبد الناصر خسر العرب سيناء، و الجولان، و الضفة الغربية و القدس
ليس عبد الناصر مسؤولا عن كل هذا لكنه يتحمل جزءا من المسؤولية
كان عبد الناصر كما هو معروف أكبر أعداء إسرائيل في الشرق الأوسط حينها ومع ذلك عندما جاء إلى الحكم كانت إسرائيل دولة صغيرة جدا، وتضاعفت مرات كثيرة في فترة حكمه
.
مات عبد الناصر رحمه الله بعمل "غير صالح" على الأغلب من تخطيط المقربين منه، كما جاء بمثله
كان عبد الناصر رحمه الله المثال الأعلى للأخ ملك ملوك أفريقيا رحمه الله
***
كان عبد الناصر مدنيا، وكان ملك ملوك أفريقيا بدويا. لكنهما إشتركا في سبق كبير، وهو اختراع عشق الذات و الفناء في عبادتها قبل ولادة الوسائط الإجتماعية مثل الفيس بوك و التويتر و المسنجر و الإنستغرام و الكاميرات الرقمية
***
في عهد عبد الناصر إمتلأت السجون و قاعات العرض!
غنى البعض و أنتحب البعض الآخر
مُجد أنذال و عُذّب أشراف
عبد الناصر كان المحرر و كان السّجان
كان لسفينة الوطن القبطان و القرصان
في عهده بدأت الصناعة الكبيرة بدون دراسة، ثم أغلقت وماتت بدون تعليق
***
صراع عبد الناصر مع ما يسميه القوى الرجعية أحدث نقلات في العالم العربي و رجعيات أخرى كثيرة فيه، وأسس لثقافة القتل و السحل الواسع للمعارضين وأسس بداية لجيل من تقنيات التعذيب التي أصبح لثلاثة بلدان عربية (مصر، سوريا، الأردن) باع طويل فيها بهر العالم.
من أراد اليوم أن يعذب خصوصمه عادة ما يستورد الخبرة من هذه الثلاث، و قد فعل الأمريكيون هذا مع سجنائهم
هجوم عبد الناصر على خصوصمه و ردود خصومه عليه أحدث ثورة في القراءة، و المطالعة وإن لم يساهم في نشر المعرفة، بل و في أحيان كثيرة خلق ثقافة التفيهق، و التشويه و التخوين، و غياب ثقافة التحقيق و التدقيق.
من حق المناصرين، و المعارضين لعبد الناصر، و غيرهم من الأجيال الجديدة أن تفتح الأرشيفات و يعرف ما الذي جرى بكل تفاصيل، من ألتقى و ماذا قال و فعل في الخفاء. هذا تقليد تفعله كل دول العالم بعد فترات معينة ٣٠ سنة، أو ٥٠ أو ٧٠ سنة.
عبد الناصر أسر قلوب الملايين. عبد الناصر عذّب الآلاف، وقتّل المئات داخل مصر، و الآلاف خارجها! عبد الناصر، كان رمزا للثورة و النضال بالنسبة للكثيرين حول العالم.
عبد الناصر أسر قلوب الملايين. عبد الناصر عذّب الآلاف، وقتّل المئات داخل مصر، و الآلاف خارجها! عبد
الناصر، كان رمزا للثورة و النضال بالنسبة للكثيرين حول العالم.
عبد الناصر إنقلب على رئيسه (محمد نجيب) و قلب له ظهر المجن، بل و حاول محو إسمه من التاريخ
المصري
عبدالناصر كان حبيب الإذاعة و منها ولج إلى قلوب الناس
عبد الناصر أوقف الحراك الديموقراطي في مصر. و شهد عهده تراجعا مخيفا للحريات و تدميرا للطبقة الوسطى غير المسيسة، وخصوصا الإقتصادية في داخل مصر و في سورية أيضا، وإفسادا كبيرا للطبقة الوسطى المسيسة.
عبد الناصر ناصر القضية الفلسطينية، لكنه من أجلها تحالف مع إعلام مصري ساهم حتى تلك اللحظة في شيطنة الفلسطينين، وما زال إلى اليوم يكرههم. هل مارس الإعلام خداعا لعبد الناصر؟ هل كان عبد الناصر فعلا يصدق إعلامه، بما فيه من إنتصارات في عالم الوهم؟ أم أنه هو من كان يغذي ذلك خداعا للناس؟ تلك أسئلة لا نعرف الجواب عليها بكل تفصيل ولذا سنقول الله اعلم.
عبد الناصر كان أحد أبطال معارك الفالوجا في عام ١٩٤٨، و كل الذين صمدوا فيها و كل من دعم صمودهم من متطوعين مصريين و عرب، سودانيين، ليبيين، و سعوديين كانوا حقيقة أبطالا
لا أحد يمكن أن يتهم عبد الناصر بالجبن شأن الكثير من قادة العرب اليوم، و لا أحد منصفا يمكن أن يصفه بالحكمة أو حتى بالرحمة تجاه العرب من غير أنصاره
عبد الناصر يشبه صدام حسين في أشياء كثيرة، منها السمعة الواسعة، ومنها الهزائم الكبيرة.
***
صراع عبد الناصر مع ما يسميه القوى الرجعية أحدث نقلات في العالم العربي و رجعيات أخرى كثيرة فيه، وأسس لثقافة القتل و السحل الواسع للمعارضين وأسس بداية لجيل من تقنيات التعذيب التي أصبح لثلاثة بلدان عربية (مصر، سوريا، الأردن) باع طويل فيها بهر العالم.
من أراد اليوم أن يعذب خصوصمه عادة ما يستورد الخبرة من هذه الثلاث، و قد فعل الأمريكيون هذا مع سجنائهم
عبدالناصر كان حبيب الإذاعة و منها ولج إلى قلوب الناس
تعليقات
إرسال تعليق