هذا الذي جعل الألباب حائرة و صير العالم النحرير زنديقا
في أحدى الدورات بالسيارة التي أقوم بها من حين لآخر، عندما أشعر بالملل من الروتين، كنت اليوم أستمع إلى إذاعة أن، ب، أر. كنت أستمع إلى مقابلة مع مؤلف كتاب "وهم الإله" أو
The God Delusion
رتشارد داوكنز
لفت إنتباهي سؤال من طفل صغير ويبدو من الإسم أنه مسلم. الطفل يسأل عن طبيعة التطور الذي حصل للإنسان في عصر الآلة و السرعة.
كان الجواب من داوكنز هو أن الأنسان، أو من وجهة نظره الحيوان الإفريقي، و القرد الإفريقي كما كرر، قطع مراحل كبيرة من التطور و وجد نفسه في عالم شديدالغرابة و التعقيد و هو لذا رغم نجاحه يعاني الكثير من أفراده من تأثير تلك النقلة فيما هو ظاهر في الأمراض النفسية و المشاكل التي تنجم عنها إجتماعيا.
لفت إنتباهي أكثر هو قول الرجل الجاحد لوجود الله، الكافر بخلقه الإرض و السماوات و ما بين ذلك من بديع خلقه، أن الإنسانية اليوم في ورطة من منظوري تطوري دارونيني بحت. فأولئك الذي حققوا نجاحا على المستوى التقني و الفكري في عالم اليوم، حققوا ويحققون ذلك على حساب بقائهم، الذي يتحقق في نظرة التطور و النشوء عبر توريث الخصائص الجنينة
contributing to the gene pool
أي على رأي شوبن هاور "إننا نتحدى الموت عن طريق أبنائنا و أحفادهم، ولذي فحتى الفلاسفة ينجبون الأبناء أحيانا."
آه منك يادنيا أتعبت كل أحد...
هذا الذي جعل الألباب حائرة و صير العالم النحرير زنديقا
وهذا الذي لأجله قال غير ذا
مجانين إلا أن سر جنونهم عزيز على أبوبه يسجد العقل
سواء منكم من أحب الحياة و نفى أصولها، سواء منكم من آمن أو تشبث بخلقها، كلكم و كلنا في إختبار، فلا خلود مستطاع، و لا لذة باقية، و لاحجة إلا وتقابلها حجج مناقضة.
هذا شيئ عرفه، أو على الأقل، إعترف به داوكينز بأنه رغم أنه لا توجد أدلة قطعية على وجود الخالق--حسب رأيه--فإنه كذلك لا يمكن بشكل قطعي الحكم بعدم وجوده بمسائل علمية مقنعة. ولا يوجد ما يكفي من الأدلة--رغم رجاحة النظرية الفرويدية،بأن إعتماد الصغار على الكبار في الصغر، هو سر جنوح هؤلاء إلى التفكير و الإعتماد في الكبر على كائن من خيالهم--حسب فكره--في ما وراء الطبيعة.
أي بإختصار إختر أن تصدق مجموعة من العلماء في نظريات و أمور يرجعون إليها بناء على تجارب محدودة و وفقا لمسلمات موروثة، وإن تحلت بالعقلانية و الدقة في بعض جوانبها، يعيشون من أجلها حياتهم، و يفنون من أجلها دقائق أعمارهم، ويستعذبون من أجلها مشاق عملهم، أو آمن بالذي خلق فسوى و قدر وهدى.
سبحانه له الملك
تعليقات
إرسال تعليق