خمس نقاط في فقه الفقه: تعليق على نقاش على الفيس بوك
يقوم الشيخ محمد المهدي البشير بمجهود تثقيفي قيم. لكن على الفيس بوك حيث تنثر العبارات، بعض هنا وبعض هناك، ولجمهور متفاوت المدارك والمستويات ، قلة من الناس من تقرأ ما يكتب بشمولية، و يحصل في أحايين أن يساء فهم بعض ما يقول.
لذا فقط أريد أن أعلق على فكرة حول العلم الشرعي أو الفقه أرى أنه أسيئ فهمه في بعضها:
١- الفقه في اللغة الفهم. هذا منطلق يجب أن يفهم.
٢- القرآن لم يمجد حمل الكتب. بل قال كمثل الحمار يحمل أسفارا. أي يحملها دون أن يتدبرها أو ينتفع بها. وهذا ينطبق على من لم يفهم أصلا لأنه أهمل التحقيق و التدبر أو من لم يرد الإمتثال. فالفهم دون إمتثال علم لا ينفع.
٣-لا معنى للتفكير دون العلم. إن الظن لا يغني من الحق شيئا. ولو كان التفكير وحده كافيا لاكتفى القرآن ب: اعتبروا يا أولي الألباب، ولما شرع شرائع ولما سن قوانين. والرد الطريف لكانت على ديكارت فيه مسألة الكوجيتو (أنا أفكر إذن أنا موجود) فيه بعض العبرة.
يقول كانت مصححا لديكارت، ما دمت إعترفت بأنك تفكر فإنك بدون شك تفكر في شيئ معين ومن ثمة تعترف بأن هذا الشيئ موجود قبل أن تفكر فيه.
بمعنى آخر إنه لا يمكن بناء مثالية فلسفية على الكوجيتو.
أو لنقل ربطا لهذا بكلامنا أعلاه، إنه لا يمكن أن تصبح مفكرا إسلاميا دون أن تعرف ما الإسلام، ولن تعرف مالإسلام، حتى تقرأ كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم و تأخذها من مصادرها.
٤- يمكن لإنسان علم مسألة أن يكون إجتهاده وفهمه فيها أحسن من فهم رجل آخر لها حتى وإن كان أغزر علما في مسائل آخرى. إن الله يهب الفهم لمن يشاء. ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما.
٥-الفهم و الإدراك في أمور الشرع ثمرة للتعلّم، لإعمال العقل، ولكن للإلتزام بأمر الله. فالفقه الإسلامي ليس مجرد حفظ للنصوص--على ما لذلك من أهمية وقيمة وميزة حضارية--ولكن أيضا محاولة الفهم و الإدراك، وأساس وجوهر ذلك الشعور بأن المرأ يتعامل مع أحكام الله ومحاولة فهم مراده، وقصده، ومن هنا يختلف الفقه عن القوانين الأخرى. ولذا صارت له أخلاقيات، وأحتاج أصحابه لسمت ووقار، وخشوع و تواضع، وتربية نفسية لكي يقتربوا من من أرسل الرسل، وينهلوا من توفيقه، لكي تماط عن القلوب الحجب، ويزاح عن النفوس ران الدنيا، وتشويش مشاغلها، فتكون الأحكام ثمرة لهذا الثالوث، علم وفكر وأخلاق ربانية!
فمن أراد أن يفتح الله له أبواب الفقه وهو في الدنيا لاه، معرض عن الله، مستخف بأوامره، متعال على عباده، فهو يصطاد السمك في الرمال. ومن أراد أن يكون عالما بكثرة الصلاة و الإعراض عن التعلم فقد أساس الأدب مع الله. ومن أراد أن يكون فقيها دون أن يعمل فكره، فقد بخّس آمانة أعرضت عنها السماوات و الأرض، و حسب أن الله خاطب أولي الألباب غلطا--حاشاه--أو أنه أمر بالتفكر سهوا--حاشاه جل وعلى.
ومازال في هذا الباب ما يبسط لكن خشيت أن أطيل على القارئ
تعليقات
إرسال تعليق